0
عاجل سبق اخبار السعودية : قصة "التعليم المحمول".. تحول كوني يطرق أبواب المملكة على يد هذا السعودي

اخبار السعودية -

قال: نحن بحاجة لأن نعيد تحديد احتياجاتنا إذا أردنا أن نعبر إلى نيوم و"رؤية 2030"

قصة

عندما تعلم أن عدد الهواتف الجوالة في السعودية يصل إلى حوالي 19 مليون هاتفًا بنسبة 80% من عدد السكان، وأن عدد مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط بلغ 147 مليون مستخدم بنسبة 60% من إجمالي سكان المنطقة، وأن السعودية تحتل المركز 17 في نسب انتشار الإنترنت بين السكان في العالم بمعدل 70%، ومع هذا الاستخدام المتزايد للإنترنت والجوالات في السعودية.. فإنك لا بد أن تتساءل ألم يحن الوقت لتوظيف هذه التقنيات في التعليم؟

فكرة المشروع

"من غير المقبول أن تبقى مؤسساتنا التعليمية وجامعاتنا بعيدة عن هذا التحول، ومنعزلة عن هذا التحول الاجتماعي التقني، فضلاً عن كمية الفرص التعليمية والاقتصادية التي ستضيعها إذا وقفت في وجه هذا التحول"..بهذه الكلمات بدأ الباحث والأستاذ المساعد في جامعة جدة،قسم تقنيات التعليم، طلال الأسمري (32 عامًا) حديثه مع "سبق" عن مشروعه الواعد حول تقنيات التعلم المحمول أو المتنقل، والذي حصل من خلاله على شهادة الدكتوراه من جامعة وين ستيت الأمريكية.

يقول "الأسمري" حول مشروعه الواعد أنه "يقوم على نشر وتبني بيئات التعلم المحمول في مؤسسات التعليم الجامعي الحكومية في السعودية؛ نظراً لأن التكنولوجيا التي تعتمد عليها بيئات التعلم المحمول هي تكنولوجيا شخصية مثل الهواتف المحمولة والحواسيب اللوحية؛ ومن هنا فإن فرص تحويل بيئات التعلم الجامعية إلى بيئات تعلم محمولة ومتنقلة يأتي استجابة لاحتياجات الطلاب والطالبات التي تفرض على جامعاتهم مسايرتها والاستجابة لمثل تلك الاحتياجات التعليمية والتدريبية".

ويضيف: "بدأ مشروعي بالبحث عن المستفيدين الأوليين، وهم جميع طلاب وطالبات الجامعات الحكومية السعودية، للتعرف على مدى تقبلهم لتقنيات التعلم المحمول، وما هي العوامل التي تزيد من فرص قبولهم لها، وشملت الدراسة 1215 طالب وطالبة من مختلف الجامعات السعودية يدرسون في تخصصات مختلفة وفي مراحل دراسية مختلفة، والدراسة وظّفت فقط الشبكات الاجتماعية لاستقطاب الطلاب للمشاركة فيها، وحققت الدراسة نسبة تفاعل عالٍ ومفاجئ من قبل الطلاب، مما يكشف نسبة الاهتمام المرتفع الذي تحوزه التكنولوجيا المحمولة في حياة الطلاب والطالبات اليومية".

تحول كوني

الانتشار الهائل للتكنولوجيا المحمولة في حياة الطلاب السعوديين، واعتمادهم عليها في كل جوانب حياتهم، كان أكبر دافع للباحث السعودي للتفكير في المشروع الذي حاز عنه جائزة التميز لأفضل خريج؛ لاستغلال فرصة الاهتمام المتزايد بالتكنولوجيا بشكل إيجابي، وأكثر فائدة ، وفي هذا الصدد يقول: "كنت ألاحظ أن طلابي لا يحضرون دفاتر وأقلامًا في محاضراتهم، ويسجلون كل أعمالهم ومواعيدهم على جوالاتهم، وتوقعت في البدء أنها مشكلة إهمال منهم، وحينما رأيت الطلاب في الجامعات الأمريكية يفعلون الشيء ذاته بدأت أدرك أن الأمر هو تحول كوني في أساليب التعليم والتعلم".

الفئات المستهدفة

لكن كيف سيخدم المشروع التعليم الجامعي في المملكة، وكيف يمكن تنفيذه؟ يجيب "الأسمري" عن ذلك بقوله: "إن هناك تحولاً هائلاً لدى طلابنا وطالبتنا في تبني تقنيات أكثر مرونة ووفرة في عملية التعليم والتعلم وعلى رأسها تقنيات التعلم المحمول.

ويتابع: "كما يوفر المشروع بدائل أقل كلفة اقتصادية، وأكثر عائدًا اقتصاديًا في التعليم الجامعي وخصوصاً في المناطق التي يواجه طلابها وطالباتها تحديات للوصول إلى جامعاتهم، كما يحدث في جامعات المناطق الحدودية، أو حينما تغلق الجامعات بسبب الطقس؛ حيث أن تقنيات التعلم المحمول تعطي للجامعات إمكانية تقديم خدمات تعليمية على مدار الساعة، كما تخدم الدراسة التعليم العالي في السعودية في استيعاب أعدادًا أكثر من الطلاب والطلاب من خلال نشر تقنيات التعلم المحمول بين جميع الجامعات والكليات".

ويردف: "أيضاً توفر الدراسة حلا للطلاب الذين يضطرون للعمل أثناء دراستهم الجامعية دون أن يتأثر أداؤهم الأكاديمي، فهم يصلون للمحتويات التعليمية في أي وقت ومن أي مكان بمجرد حمل هواتفهم معهم، إضافة إلى ذلك تفتح الدراسة للجامعات الحكومية أفقًا في تقديم خدمات التدريب والتعليم أثناء الخدمة أو على رأس العمل دون الحاجة لترك العمل، وهو ما يقلل في المقابل حجم الانفاق على التدريب، والتطوير تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 في ترشيد الانفاق، وتحسين جودة الحياة".

تعميم الفكرة

"يمكن تعميم الفكرة، حيث أن عملية تبني تقنيات التعلم المحمول تختلف عن غيرها من تقنيات التعلم الأخرى فهي تكنولوجيا شخصية والأعباء الاقتصادية المترتبة على شرائها تقع على عاتق المستخدم أو الطالب، وليست على المؤسسة التعليمية؛ وبالتالي فالأمر لا يحمل الجامعات ميزانيات إضافية كما يحصل مع الحواسب الآلية مثلًا" يقول الأسمري، ويضيف: "إضافة إلى أن كل الجامعات السعودية حالياً لديها نظام إدارة تعلم إلكتروني خاص بها وما ينقصها فقط هو تحويل هذه الأنظمة إلى أنظمة صديقة للأجهزة المحمولة ومناسبة للعرض عليها، أو تصميم تطبيقات خاصة لتلك الأنظمة؛ تمكّن المستخدمين من الوصول لها بيسر وسهولة، كما توجد مبادرات فعلية ولكنها لا تزال فردية من أساتذة الجامعات".

بيئة بحث واعدة

الصعوبات التي قابلت الباحث أثناء العمل على مشروعه هانت بسبب تعاون الجامعات السعودية معه أثناء إجراء الدارسة، وخاصة وكيل جامعة جدة للدراسات العليا، والأساتذة المشرفين على الرسالة، كما كان لبيئة البحث العلمي الواعدة في السعودية دورًا كبيرًا في مسيرته البحثية على حد تعبيره.

ويعمل حاليًا الباحث الشاب على تأهيل كوادر سعودية تعمل على توفير حلول تدريبية وتعليمية خلّاقة للقطاعين الحكومي والخاص، وتكون ذات عوائد معرفية ومهارية عالية ومنخفضة التكاليف.

"التعليم والتدريب لأجل العبور نحو المستقبل لا يمكنه أن يعتمد على أدوات الماضي، نحن بحاجة لأن نعيد تحديد احتياجاتنا التعليمية والتدريبية إذا أردنا أن نعبر إلى نيوم ورؤية 2030".. بهذه الكلمات ختم "الأسمري" حديثه متأملًا في أن يؤخذ مشروعه الواعد بعين الاعتبار من المسؤولين في وزارة التعليم.

قصة

قصة

09 نوفمبر 2017 - 20 صفر 1439 02:21 PM

قال: نحن بحاجة لأن نعيد تحديد احتياجاتنا إذا أردنا أن نعبر إلى نيوم و"رؤية 2030"

قصة "التعليم المحمول".. تحول كوني يطرق أبواب المملكة على يد هذا السعودي

عندما تعلم أن عدد الهواتف الجوالة في السعودية يصل إلى حوالي 19 مليون هاتفًا بنسبة 80% من عدد السكان، وأن عدد مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط بلغ 147 مليون مستخدم بنسبة 60% من إجمالي سكان المنطقة، وأن السعودية تحتل المركز 17 في نسب انتشار الإنترنت بين السكان في العالم بمعدل 70%، ومع هذا الاستخدام المتزايد للإنترنت والجوالات في السعودية.. فإنك لا بد أن تتساءل ألم يحن الوقت لتوظيف هذه التقنيات في التعليم؟

فكرة المشروع

"من غير المقبول أن تبقى مؤسساتنا التعليمية وجامعاتنا بعيدة عن هذا التحول، ومنعزلة عن هذا التحول الاجتماعي التقني، فضلاً عن كمية الفرص التعليمية والاقتصادية التي ستضيعها إذا وقفت في وجه هذا التحول"..بهذه الكلمات بدأ الباحث والأستاذ المساعد في جامعة جدة،قسم تقنيات التعليم، طلال الأسمري (32 عامًا) حديثه مع "سبق" عن مشروعه الواعد حول تقنيات التعلم المحمول أو المتنقل، والذي حصل من خلاله على شهادة الدكتوراه من جامعة وين ستيت الأمريكية.

يقول "الأسمري" حول مشروعه الواعد أنه "يقوم على نشر وتبني بيئات التعلم المحمول في مؤسسات التعليم الجامعي الحكومية في السعودية؛ نظراً لأن التكنولوجيا التي تعتمد عليها بيئات التعلم المحمول هي تكنولوجيا شخصية مثل الهواتف المحمولة والحواسيب اللوحية؛ ومن هنا فإن فرص تحويل بيئات التعلم الجامعية إلى بيئات تعلم محمولة ومتنقلة يأتي استجابة لاحتياجات الطلاب والطالبات التي تفرض على جامعاتهم مسايرتها والاستجابة لمثل تلك الاحتياجات التعليمية والتدريبية".

ويضيف: "بدأ مشروعي بالبحث عن المستفيدين الأوليين، وهم جميع طلاب وطالبات الجامعات الحكومية السعودية، للتعرف على مدى تقبلهم لتقنيات التعلم المحمول، وما هي العوامل التي تزيد من فرص قبولهم لها، وشملت الدراسة 1215 طالب وطالبة من مختلف الجامعات السعودية يدرسون في تخصصات مختلفة وفي مراحل دراسية مختلفة، والدراسة وظّفت فقط الشبكات الاجتماعية لاستقطاب الطلاب للمشاركة فيها، وحققت الدراسة نسبة تفاعل عالٍ ومفاجئ من قبل الطلاب، مما يكشف نسبة الاهتمام المرتفع الذي تحوزه التكنولوجيا المحمولة في حياة الطلاب والطالبات اليومية".

تحول كوني

الانتشار الهائل للتكنولوجيا المحمولة في حياة الطلاب السعوديين، واعتمادهم عليها في كل جوانب حياتهم، كان أكبر دافع للباحث السعودي للتفكير في المشروع الذي حاز عنه جائزة التميز لأفضل خريج؛ لاستغلال فرصة الاهتمام المتزايد بالتكنولوجيا بشكل إيجابي، وأكثر فائدة ، وفي هذا الصدد يقول: "كنت ألاحظ أن طلابي لا يحضرون دفاتر وأقلامًا في محاضراتهم، ويسجلون كل أعمالهم ومواعيدهم على جوالاتهم، وتوقعت في البدء أنها مشكلة إهمال منهم، وحينما رأيت الطلاب في الجامعات الأمريكية يفعلون الشيء ذاته بدأت أدرك أن الأمر هو تحول كوني في أساليب التعليم والتعلم".

الفئات المستهدفة

لكن كيف سيخدم المشروع التعليم الجامعي في المملكة، وكيف يمكن تنفيذه؟ يجيب "الأسمري" عن ذلك بقوله: "إن هناك تحولاً هائلاً لدى طلابنا وطالبتنا في تبني تقنيات أكثر مرونة ووفرة في عملية التعليم والتعلم وعلى رأسها تقنيات التعلم المحمول.

ويتابع: "كما يوفر المشروع بدائل أقل كلفة اقتصادية، وأكثر عائدًا اقتصاديًا في التعليم الجامعي وخصوصاً في المناطق التي يواجه طلابها وطالباتها تحديات للوصول إلى جامعاتهم، كما يحدث في جامعات المناطق الحدودية، أو حينما تغلق الجامعات بسبب الطقس؛ حيث أن تقنيات التعلم المحمول تعطي للجامعات إمكانية تقديم خدمات تعليمية على مدار الساعة، كما تخدم الدراسة التعليم العالي في السعودية في استيعاب أعدادًا أكثر من الطلاب والطلاب من خلال نشر تقنيات التعلم المحمول بين جميع الجامعات والكليات".

ويردف: "أيضاً توفر الدراسة حلا للطلاب الذين يضطرون للعمل أثناء دراستهم الجامعية دون أن يتأثر أداؤهم الأكاديمي، فهم يصلون للمحتويات التعليمية في أي وقت ومن أي مكان بمجرد حمل هواتفهم معهم، إضافة إلى ذلك تفتح الدراسة للجامعات الحكومية أفقًا في تقديم خدمات التدريب والتعليم أثناء الخدمة أو على رأس العمل دون الحاجة لترك العمل، وهو ما يقلل في المقابل حجم الانفاق على التدريب، والتطوير تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 في ترشيد الانفاق، وتحسين جودة الحياة".

تعميم الفكرة

"يمكن تعميم الفكرة، حيث أن عملية تبني تقنيات التعلم المحمول تختلف عن غيرها من تقنيات التعلم الأخرى فهي تكنولوجيا شخصية والأعباء الاقتصادية المترتبة على شرائها تقع على عاتق المستخدم أو الطالب، وليست على المؤسسة التعليمية؛ وبالتالي فالأمر لا يحمل الجامعات ميزانيات إضافية كما يحصل مع الحواسب الآلية مثلًا" يقول الأسمري، ويضيف: "إضافة إلى أن كل الجامعات السعودية حالياً لديها نظام إدارة تعلم إلكتروني خاص بها وما ينقصها فقط هو تحويل هذه الأنظمة إلى أنظمة صديقة للأجهزة المحمولة ومناسبة للعرض عليها، أو تصميم تطبيقات خاصة لتلك الأنظمة؛ تمكّن المستخدمين من الوصول لها بيسر وسهولة، كما توجد مبادرات فعلية ولكنها لا تزال فردية من أساتذة الجامعات".

بيئة بحث واعدة

الصعوبات التي قابلت الباحث أثناء العمل على مشروعه هانت بسبب تعاون الجامعات السعودية معه أثناء إجراء الدارسة، وخاصة وكيل جامعة جدة للدراسات العليا، والأساتذة المشرفين على الرسالة، كما كان لبيئة البحث العلمي الواعدة في السعودية دورًا كبيرًا في مسيرته البحثية على حد تعبيره.

ويعمل حاليًا الباحث الشاب على تأهيل كوادر سعودية تعمل على توفير حلول تدريبية وتعليمية خلّاقة للقطاعين الحكومي والخاص، وتكون ذات عوائد معرفية ومهارية عالية ومنخفضة التكاليف.

"التعليم والتدريب لأجل العبور نحو المستقبل لا يمكنه أن يعتمد على أدوات الماضي، نحن بحاجة لأن نعيد تحديد احتياجاتنا التعليمية والتدريبية إذا أردنا أن نعبر إلى نيوم ورؤية 2030".. بهذه الكلمات ختم "الأسمري" حديثه متأملًا في أن يؤخذ مشروعه الواعد بعين الاعتبار من المسؤولين في وزارة التعليم.

اخبار السعودية


عاجل سبق اخبار السعودية : قصة "التعليم المحمول".. تحول كوني يطرق أبواب المملكة على يد هذا السعودي
عاجل سبق اخبار السعودية : قصة "التعليم المحمول".. تحول كوني يطرق أبواب المملكة على يد هذا السعودي

إرسال تعليق

 
Top